الاثنين، ٢٥ أكتوبر ٢٠١٠

التدخين واضرارة

نبذة تاريخية عن التدخين:
في أوائل القرن السادس عشر أدخل مكتشفو أمريكا التدخين إلى الحضارة الأوروبية، ومصطلح نيكوتين الذي يتداوله الناس عند التحدث عن التدخين أخذ من اسم جون نيكوت سفير فرنسا في لشبونة والذي دافع عن التبغ وكان يؤكد أن للتدخين فوائد مثل إعادة الوعي وعلاج الكثير من الأمراض. وحتى منذ هذه البداية لم يترك الموضوع دون مقاومة فقد قام كثيرون بمعارضته وخصوصاً (جيمس الأول) في كتابه 'مقاومة التبغ' حيث اعتبر التدخين وسيلة هدامة للصحة. أما السيجارة التي يعرفها الناس بشكلها الحالي فقد ظهرت في البرازيل عام 1870.
من الغريب أن أول إحصائية عن التدخين في الولايات المتحدة الأمريكية ظهرت في عام 1880 وكان تعداد السكان خمسين مليونا فقط ، ثبت أنهم يدخنون 3.1 بليون سيجارة سنوياً وحينما ارتفع عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية إلى 204 ملايين ارتفع عدد السجائر المدخنة إلى 536بليون سيجارة سنويا. من هذا يتضح أن السكان زادوا بنسبة 300% أي أن زيادة السجائر أكثر من زيادة السكان 133مرة .

ما الدوافع التي تحمل الشاب أو المراهق على التدخين ؟
هناك عدة عوامل دون أن يكون لأي منها أفضلية أو أهمية خاصة على ما عداها، ولكن لكل شاب أو مراهق دوافعه الخاصة التي قد تختلف عن دوافع الآخرين، وأهم هذه الدوافع هي كالآتي:
1- تساهل الوالدين :
عندما ينغمس الأهل في مثل هذه السلوكيات يصبح سهلا على الولد أن يعتقد بأن هذه السجائر ليست بهذه الخطورة وإلا لما انغمس الأهل والأقارب فيها وبهذا فإن الأهل يشجعون أبناءهم عن سابق إصرار وتصميم على التدخين .

2- الرغبة في المغامرة :
إن المراهقين يسرهم أن يتعلموا أشياء جديدة وهم يحبون أن يظهروا أمام أترابهم بمظهر المتبجحين العارفين بكل شيء، وهكذا فإنهم يجربون أموراً مختلفة في محاولة اكتساب معرفة أشياء عديدة. فيكفي للمراهق أن يجرب السيجارة للمرة الأولى كي يقع في شركها وبالتالي يصبح من السهل عليه أن يتناولها للمرة الثانية وهكذا.

3- الاقتناع بواسطة الأصدقاء:
الكثير من المراهقين يخشون أن يختلفوا عن غيرهم لاعتقادهم أن هذا من شأنه أن يقلل من ترحيب رفاقهم بهم .

4- توافر !لسجائر:
إن أقرب السجائر تناولا للمراهق هي تلك الموجودة في بيته .

يعتبر التدخين اليوم من الأخطار الرئيسية التي تؤثر على صحة الإنسان الجسمية والنفسية، ولا جدال أن هناك أسباب كثيرة ومتباينة تؤدي إلى انتشار عادة التدخين، وهذه الأسباب تختلف من شخص إلى آخر، معرفة هذه الأسباب سيوفر لنا قدرا من البيانات، تساعد على توعية الأفراد وتوعية الأسرة بالأساليب التي يمكن أن تؤدي إلى الحد من انتشار هذه الظاهرة، من خلال هذا البحث سنلقي الضوء على آثار التدخين على صحة الجسمية والنفسية للإنسان، والأسباب المؤدية إلى ممارسة سلوك التدخين.  
  
أولاً: الآثار السلبية للتدخين، على الصحية النفسية والجسمية للطالب:
للتدخين مضار عديدة على مختلف أعضاء وأجهزة جسم الإنسان، فالتدخين يجعل المدخن أكثر استعدادا للإصابة بالعديد من الأمراض. 

أ- الآثار السلبية للتدخين، على الصحة الجسمية: 
يبين(القضماني، 1999) في كتابه التدخين داؤه و دواؤه،إن التدخين يعد من الأسباب الرئيسية للعديد من الأمراض المهددة للحياة، وان عدد الوفيات بسبب السرطان ومرض القلب بين المدخنين، ضعف الموجود بين غير المدخنين، كما يؤدي التدخين إلى العديد من الأمراض منها: انسداد المجاري التنفسية، تعطل عمل كريات الدم، تضيق الشرايين الدموية، السرطانات، نقص تروية الجسم بالأكسجين، الإدمان البدني، التهاب القصبات وانتفاخ الرئتين، السكتة القلبية، نقص القدرة على العمل العام، تصلب الشرايين وارتفاع الضغط، تناقص كفاءة الرئتين مع التقدم في السن بسرعة اكبر لدى المدخنين. 


كذلك بينت نتائج دراسة(عز الدين الدنشاري، 1987)  أن خمسة وسبعون بالمائة من مرضى القلب من المدخنين، و وسبعون بالمائة من مرضى الذبحة الصدرية من المدخنين. كما أشار إلى أن التدخين يصيب الجهاز الهضمي بإمراض خطيرة وأهمها قرحة المعدة، و يؤثر على الجهاز العصبي المركزي، حيث يؤثر التدخين على مراكز العضلات الإرادية، ويؤثر على العينين والجهاز العصبي، ويؤدي إلى  ضعف الإبصار وارتفاع ضغط الدم. 

كما أثبتت دراسة (مصطفى محرم،1983) أن هناك العديد من الأضرار الصحية للتدخين ومنها: إصابات الجهاز التنفسي، سرطان الفم والحلق والمريء.  

وعدد (كتبخانة،1999) في دراسته أضرار التدخين على غير المدخنين، فقد بين أن استنشاق غير المدخنين لدخان السجائر يتسبب في العديدة من الأمراض للمدخنين السلبيين، كأمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان الرئة والدماغ والغدة الدرقية والبلعوم والمريء والمثانة والكليتين والبنكرياس.  

كذلك عرض(كتبخانة،1999)في دراسته نتائج احدث التقارير لمنظمة الصحة العالمية التي بينت أن التدخين يتسبب في موت شخص كل 10 ثوان، وهذا يعني قتل ثلاثة ملايين شخص كل عام، ويتوقع أن يقفز هذا الرقم إلى عشرة ملايين شخص مع إطلالة عام 2020م.  

ب- الآثار السلبية للتدخين، على الصحية النفسية: 
تمتد آثار التدخين لتشمل الصحة النفسية للمدخنين، حيث يعاني المدخنون من سوء التوافق، القلق، الشعور بالذنب، الصراع العدوانية(Sarason,1962 )، كذلك عدم الرضا عن الذات، ضعف التحكم الذاتي، التمرد، الضغط النفسي(,1975 Byrne & Lindgren)، ومن آثار التدخين على التعلم فالتدخين يصيب الطلاب بتعب، ويؤدي إلى صعوبة القدرة على التركيز، بطء الفهم، شرود الذهن، انحلال القوى العقلية للمخ بسبب عدم نقاء الدم الذي يؤثر على الخلايا المخ مما يتسبب في ضعف مستوى التحصيل الدراسي للطلاب المدخنين. (Sorensen,1981)، وقد يساعد التدخين على شعور المدخن بالاسترخاء، وارتفاع مستوى الإثارة النفسية والثقة النفسية المؤقتة(Wade&Tarvris,1987). 

 أشار (حبشي، 1991) إلى أن سلوك التدخين يعد مشكلة بسبب خطورة الإضرار الناجمة عنه، لذا فإننا نجد العلوم المختلفة تحاول الإسهام في حل هذه المشكلة، ومن بين هذه العلوم علم النفس، ويتمثل إسهام هذا العلم في العديد من الدراسات النفسية التي اهتمت بالمدخنين، ومنها من اهتمت بإعداد برامج نفسية لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين. 
  
ثانيًا: العوامل والأسباب المؤدية إلى التدخين: 
يتطلب اللجوء إلى التدخين والاعتياد عليه وإدمانه وجود عوامل عديدة مسببة له، نذكر منها: عوامل نفسية واجتماعية وعائلية واقتصادية وثقافية وسياسية وإعلامية وغيرها. ونتوقف هنا في حديثنا عن أهم هذه العوامل وهي: 

عوامل نفسية: 
بين (جعفر،2002) في كتابه المخدرات و التدخين ومضارها، إن المراهقون يعتبرون التدخين وسيلة ناجحة من وسائل تحقيق الذات والتمرد على النفس وعلى الأسرة والمجتمع ككل، وان شـعور الطالب بالإحباط وعدم القدرة على تغيير الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي يؤدي إلى تميز نفسية المدخن بالتوتر، القلق، الاكتئاب، الانهيار، الخوف، الملل، ضعف الشخصية وانفصالها والعصاب، كما أشار إلى إن التدخين من الممكن أن يكون نتيجة: لإثبات الذات، تخفيف وطأ المتاعب والمشاكل النفسية و التعويض عن الخجل. 

كذلك بينت دراسة قامت بها (إدارة الخدمة الاجتماعية والنفسية - وزارة التربية ،1995) يتوهم الكثير من المراهقين أن التدخين يعطيهم شعورا بالثقة بالنفس والإحساس بالأمان الداخلي، إضافة إلى استخدام التدخين كوسيلة للتخلص من عقدة النقص وإخفاء الشعور بالخجل والارتباك.  

عوامل عائلية:
أشار (جعفر،2002) في كتابة السابق الذكر، أن الأسرة تلعب دور أساسي قي التأثير على الشاب المراهق، فإذا كان الأهل من المدخنين انتقلت عدوى التدخين إلى أبنائهم بسرعة، وان الأطفال يتأثرون ببيئتهم العائلية، لذلك نرى ازدياد نسبة المدخنين في أوساط الشباب الذين يكون التدخين من عادات تقاليد أسرتهم. 

أما دراسة (إدارة الخدمة الاجتماعية والنفسية - وزارة التربية ،1995) أوضحت إن من العوامل العائلية التي تسبب ممارسة سلوك التدخين عند المراهق، تتمثل في افتقار النصيحة والقدوة من الآباء، فقد أثبتت الأبحاث كما ذكرت الدراسة، أن الأب المدخن أو الأم المدخنة سببا وراء تدخين الأبناء إضافة إلى ذلك عدم وجود الرقابة على الأبناء ،وارتفاع المستوى المادي للأسرة فالوفرة المادية في يد الأبناء تدفعهم إلي الرغبة في تجربة كل شيء كالسجائر والمخدرات. 


يمكن تفسير ممارسة عادة التدخين وفق نظرية التعلم حيث نجد أن التعود على التدخين يماثل الإدمان على المخدرات والكحول في أسباب تعاطيه إذ يمكن إرجاعه لعنصر المحاكاة وتقليد النموذج المؤثر. ويحدث ذلك في معظم الأحوال في حالة الافتقار للنماذج الاجتماعية السوية. فالفرد – خاصة النشء- عندما لا يجد حوله غير النماذج الاجتماعية غير السوية يقوم بتقليدها وذلك بتبني الأنماط السلوكية المنحرفة التي تكون عليها تلك النماذج. وعليه فان التدخين يعتبر نمطا سلوكيا متعلما مصحوبا بعوامل سابقة عليه وأخرى لاحقه تعمل كمدعمات قد تكون اجتماعية كضغط جماعة الأقران أو الشعور بالرجولة أو الدخول في علاقات اجتماعية معينة، أو شخصية تتضمن التأثيرات الإدمانية للنكوتين.(الدمرداش،1982) 

عوامل اجتماعية: 
عدد(جعفر،2002) في كتابة السابق الذكران من العوامل الاجتماعية التي تؤدي إلى  انتشار عادة التدخين عند المراهقين، تقليد غيرهم من رفاقهم المدخنين، التشبه بذويهم وأقاربهم المدخنين، محاولة المراهق تقديم صورة عن نفسه تتميز بالقوى والصلابة، حب الاستطلاع والفضول لمعرفة مدى ما يثيره التدخين من متعة، رغبة بالالتحاق بمجموعة الزملاء والأصدقاء المدخنين، الظروف الصعبة والقاهرة التي تدفع المراهق إلى الإقدام على التعاطي التدخين هربا من واقعه المؤلم. 

أما دراسة (إدارة الخدمة الاجتماعية والنفسية - وزارة التربية ،1995) ذكرت إن من العوامل الاجتماعية التي تسبب ممارسة سلوك التدخين عند المراهق، مصاحبة أصدقاء مدخنين، والتجمعات والسهرات والحفلات، عدم الاستغلال الأمثل لوقت الفراغ.  

 عوامل مجتمعية: 
 كالتمدن والتأثر بكل ما هو غربي ورغبة المراهق في الشعور بالحرية وعدم وجود وعي بخطورة التدخين والإعلانات والدعاية عن السجائر بمختلف وسائل الإعلام، إضافة إلى ذلك فان سهولة الحصول.  

ثالثاً: دور الإدارة المدرسية في مكافحة ظاهرة انتشار التدخين بين الطلبة: 
يشير(1981Sorenson,) أن الدراسات أوضحت التأثير السلبي لسلوك التدخين على القراءة والحديث التلقائي في تعليم اللغة للطلاب. كما أشار(الدنشاري،1987) إلى التأثير القاتل لسلوك التدخين على الصحة والمتمثل في تقصير عمر الإنسان بما يقرب من تسع سنوات وفي العديد من الأمراض الخطيرة التي قد تصيب الإنسان. إن آثار التدخين الضارة على الإنسان أثارت اهتمام الهيئات الصحية العالمية فركزت له البرامج لمكافحته وردع خطره. والإدارة المدرسية اليوم مسئولة عن رعاية النمو الجسمي ولاجتماعي والنفسي للطلاب بقصد تهيئة انسب الظروف الملائمة لنموهم، فحتى تحقق المدرسة أهدافها التعليمية المنشودة، يجب أن تتدخل في مواجهة مشكلة التدخين بين طلاب، فالمدرسة إلى جانب دورها التربوي هي أداة اجتماعية مؤثرة تستخدم لغرس العادات الصحية والقيم الاجتماعية الملائمة بين الأطفال والشباب. 

ومن هذا المنطلق اخترنا هذا الموضوع لما له من أهمية في حياة الطلاب، وذلك لاعتبار ظاهرة التدخين خطر يهدد حياتهم في الحاضر والمستقبل. 

الإدارة المدرسية اليوم لم يعد  هدفها مجرد تسيير شئون  المدرسة، بل أصبح محور العمل في الإدارة يدور حول الطالب وحول محاولة توفير كل الظروف والإمكانيات التي تساعد على توجيه نموه العقلي والبدني والروحي. 

الإدارة المدرسية اليوم مسئولة عن رعاية النمو الجسمي ولاجتماعي والنفسي للطلاب بقصد تهيئة انسب الظروف الملائمة لنموهم، فهي تعمل على تنشئة المتعلم تنشئة متكاملة سليمة ومساعدته على مواجهة مشكلاته وتزويده بالإمكانيات التي تجعله أكثر قدرة على الإسهام في نمو وتطوير مجتمعه، وما دامت مشكلة التدخين ممكن أن تظهر في حياة الإنسان وهو طالب في المدرسة لهذا يمكن اعتبارها مشكلة من المشكلات الطلابية التي يجب أن تسعى الإدارة المدرسية إلى حلها، ولابد أن تقوم المدرسة بدورها في مواجهة مشكلة التدخين بين طلاب المدارس من خلال تفهمها لطبيعة المشكلة من ناحية ولدورها إزاء  الحد من انتشارها من ناحية. 

بينت دراسة ( Flynn,1994 ) أن تدخل المدرسة في شان مكافحة تدخين الطلاب سيكون له اثر عظيم إذا وجد الدعم من جهود خارجية لبسط ونشر مفاهيم تتعلق بقيم المجتمع المحلي، حيث وجدت الدراسة أن مجهود برامج مكافحة التدخين وسط الطلاب ستظل آثاره باقية إذا كانت البرامج المطروحة في المدرسة ووسائل الإعلام الجماهيري معززة بقيم المجتمع المحلي.
  
التوصيات: 
من التوصيات المقترحة للحد من انتشار ظاهرة التدخين: 
1-إدخال برنامج تربوية في المدرسة لتدريب المراهقين على بعض المهارات الاجتماعية لمقاومة الضغوط التي تقع عليهم من أقرانهم نحو ممارسة التدخين، واعتبرها الباحثون إحدى انجح الوسائل للوقاية من تعلم التدخين. 
2-ضرورة إدخال مادة التربية الصحية في التعليم العام ويتم بموجبها تزويد الطلاب بالمعلومات الكافية عن الأضرار الصحية لأنماط السلوك غير السوي.

3-تطبيق عقوبات على مخلفي تحذيرات التدخين في مواقع معينه سيكون له مردود ايجابي في مكافحة التدخين. 
4-توعية وحث الآباء على الإقلاع عن التدخين حتى لا يتسببوا في وقوع أبنائهم فريسة للتدخين. 
5-ضرورة متابعة أولياء الأمور أبنائهم لمعرفة سلوك قرنائهم وإرشادهم باستمرار بالابتعاد عن مرافقة الأشخاص الذين يمارسون عادات ضارة كالتدخين. 
6-الأخذ بأفضل سبل التربية الدينية في تربية النشء حتى يشبوا على القيم الأسرية والاجتماعية المرتكزة على قواعد الدين الصحيح. ت
7-مساعدة المدخنين الراغبين في الإقلاع عن التدخين وذلك باستخدام انجح الوسائل الطبية والنفسية والاجتماعية بصورة متكاملة وشاملة. 
8-منع الدعاية بأية صورة من الصور في جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية واستخدام تلك الوسائل في حملات مكافحة التدخين بقيادة الأطباء وعلماء الدين ونجوم المجتمع. 
9-إجراء دراسة لاستطلاع اتجاهات الشباب المدخنين نحو السبل والأنشطة التي قد تقودهم نحو الخلاص من هيمنة وسيطرة هذه العادة المدمرة.

الأحد، ٢٤ أكتوبر ٢٠١٠

الإرشاد التربوي

تعريف الإرشاد التربوي:
مجموعة من الخدمات التربوية تعمل على الجوانب النفسية والاكاديمية والاجتماعية والمهنية لدى الطالب، بحيث تهدف إلى مساعدته على فهم نفسه وقدراته وإمكاناته الذاتية والبيئية واستغلالها في تحقيق أهدافه وبما يتفق مع هذه الإمكانيات (الذاتية والبيئة).

أهداف الإرشاد التربوي:

1.أحداث التغير الإيجابي في سلوك الطالب.
2.العمل على خلق جو مناسب للتعلم والتعليم.
3.التنمية والاهتمام بشخصية الطالب الجسمية،العقلية،الاجتماعية.
4.التنمية والاهتمام بقدرات الطلاب على كافة المستويات.
5.المحافظة على الصحة النفسية للطالب.
6.مساعدة الطالب لتحقيق ذاته.
7.مساعدة الطالب لتحقيق التوافق على المستوى الشخصي والتربوي،المهني.
8.تحسين وتطوير سير العملية التربوية،من خلال العلاقة مع الأهل،الهيئة التدريسية والمجتمع المحلي.
9.تحديد الأوضاع والظروف النفسية والاجتماعية والتربوية التي يواجهها الطلاب،بما في ذلك تحديد المشاكل التي يواجهونها، وذلك من خلال الاختيارات والفحوصات التي يقوم بها المرشد التربوي داخل المدرسة.

أدوار المرشد التربوي

الأدوار العامة
1.مساعدة الطلبة على التعامل مع مشاكلهم النفسية-الاجتماعية-العاطفية-السلوكية.
2.تحديد الطلاب ذوي الحاجة لخدمات نفسية أو اجتماعية متقدمة وذلك عن طريق أجراء الاختبارات والفحوصات.
3.تحويل الحالات الى المؤسسات المتخصصة للحالات التي تحتاج الى علاج نفسي أو تدخل على مستوى متخصص.
4.أجراء الدراسات التي تبين احتياجات الطلاب على المستوى التطوير الأكاديمي، الاحتياجات النفسية، الاجتماعية، السلوكية.
5.مساعدة الطلبة على تحقيق افضل النتائج الأكاديمية.
6.تدعيم وبناء شخصية سوية عند الطالب.
7.تطوير قدرات وإمكانيات الطالب للاستعداد للخروج للعمل.
8.مساعدة الطلاب في تحيد أهدافهم المستقبلية وفي كيفية وضع خطط للوصول للأهداف.
9.إرشاد الطلاب للطرق الأفضل للتعامل مع المشاكل ووضع الحلول لها.
10.إرشاد الطلاب لتطوير قدراتهم ومهاراتهم وتحديد ميولهم والمحاولة للوصول إليها.
11.تطوير المهارات والقدرات الاجتماعية والشخصية عند الطالب.
12. العمل مع الأهل وتقديم الاستشارة للتعامل مع أطفالهم ولوضع خطة تعاون مشتركة.
13. العمل مع المعلمين والإدارة المدرسية لفهم أوضح للطلاب.
14. العمل مع المعلمين والإدارة المدرسية لوضع الآليات الأفضل للتعامل مع الطلاب.
15.العمل على تنسيق العمل مع المجتمع المدني لتقديم الخدمات الإرشادية للمدرسة.
16. تنفيذ زيارات منزلية للطلبة للتعرف على البيئة ودراسة الوضع الاجتماعي للطالب.

الأدوار الخاصة

المرشد كأخصائي: وذلك من خلال العمل مع الطلبة من خلال الإرشاد الفردي والجماعي، والتوجيه الجمعي وذلك لتنمية قدرات وإمكانيات الطلاب، ومساعدتهم في تجاوز مشاكلهم النفسية، الاجتماعية، التربوية، الأكاديمية، وتقديم التوجيه المهني.

المرشد كمستشار: وذلك لتقديم الاستشارة للآهل لفهم أوضح لأطفالهم وكرق التعامل معهم،وكذلك للمعلمين والإدارة المدرسية في كيفية التعامل مع الطلاب وفهم الطالب من الجوانب المختلفة ووضع آليات المناسبة للتعامل معهم.

المرشد كمنسق: في تنسيق الأنشطة التربوية داخل المدرسة.
التنسيق مع مؤسسات الأهلية والحكومية المختلفة لتقديم الخدمات للمدرسة.
(تحويل حالات، تنفيذ أنشطة توعية وتنموية داخل المدرسة).


مناهج الإرشاد التربوي
*المنهج النمائي:
1-لمساعدة الطلبة على فهم ذواتهم.
2-تدعيم قدرات وإمكانيات الطلاب.
3-مساعدة الطلاب للوصول إلى أعلى مستوى من النضج والصحة النفسية.

4-مساعدة الطلاب لتحديد أهداف في حياتهم.
5-تطوير القدرات الميول والمواهب.


التوجيه المهني
التوجيه الاكاديمي
المنهج الوقائي:
1-محاولة منع المشكلات النفسية الاجتماعية التربوية.
2-التوعية والوقاية في مجال المشاكل النفسية.
3-التوعية والوقاية من المشاكل الاجتماعية.
4-التوعية والوقاية من المشاكل التربوية.
5-الاكتشاف المبكر للحالات.
6-محاولة تقليل اثر الاضطراب ومنع ازدياد المرض.

المنهج العلاجي للتعامل مع الصعوبات والمشاكل النفسية والاجتماعية عل المستوى البسيط لا يتم التعامل هنا مع الاضطرابات او المرض النفسي بل يتم التحويل.

مجالات الإرشاد التربوي
*الإرشاد الفردي: للتعامل مع المشاكل والصعوبات الفردية
*الإرشاد الجماعي: للتعامل مع المشاكل والصعوبات في الجماعة
*التوجيه الجمعي: للوقاية من المشكلات والصعوبات النفسية، الاجتماعية، تنمية وتطوي قدرات الطلاب، التوجيه المهني.
*الدراسات: لتحديد الاحتياجات على مستوى النفسي،الاجتماعي، التربوي.
التحويل:
1-تحويل الطلاب الذين يعانون من اضطرابات نفسية.
2-تحويل الطلاب الذين يعانون من أمراض نفسية.
3-تحويل الطلاب الذين يعانون من صعوبات تعلم.

الوصف الوظيفي، المرشد التربوي في المدرسة:
1.مسؤولية المتابعة والتنسيق لكافة الفعاليات والأنشطة والبرامج على المستوى النفسي والاجتماعي التي تنفذ في المدرسة سواء من قبل وزارة التربية والتعليم أو أية جهة حكومية او أهلية.
2. القيام بالدراسات والأبحاث لتحديد الظروف النفسية، الاجتماعية،والتربوية للطلاب، ولتحديد احتياجاتهم في هذا المجال(الدراسات المقررة من وزارة التربية والتعليم العالي،الدراسات التي يتم تطويرها بناء على اقتراحات الهيئة والإدارة التدريسية نتيجة احتياج المدرسة) .
3.إجراء الاختبارات والفحوصات النفسية والسلوكية والتربوية باستعمال النماذج المعدة والمعتمدة، لتحديد المشاكل التي يواجهها الطلبة وتحديد آليات التدخل والاحتياجات للتحويل.
4.متابعة الحالات التي يتم متابعتها للمؤسسات المختلفة للتأكد من استمرارية تقديم الخدمات للطالب،ونجاح التدخل.
5.تقديم الإرشاد الفردي للطلبة التي يواجهون
مشاكل،سلوكية،اجتماعية،تربوية،نفسية،على المستوى البسيط والتي تحتاج الى دعم ووقاية لمنع تطور المشكلة وذلك بتواجد المرشد للإرشادالفردي ساعتين على الأقل في مكتبة.
6.تقديم الإرشاد الجماعي وذلك من خلال تحديد مجموعة من الطلاب المتجانسة في العمر والمشكلة من 5-8 طلاب والعلم لمساعدتهم للتعامل مع مشاكلهم النفسية، الاجتماعية، التربوية والسلوكية وذلك من خلال العلم أربع ساعات أسبوعيا للإرشاد الجماعي 40 دقيقية يوميا.
7.تقديم التوجيه الجمعي وذلك بهدف العمل على تطوير إمكانيات الطلاب على كافة الأصعدة المختلفة جسميا، عقليا، نفسيا، شخصيا، تربويا، مهنيا وللعمل على التوعية حول هذه المواضيع أيضا، او من خلال قيام لمؤسسات الاهلية الحكومية بتنفيذ البرامج التي تخدم هذه الأهداف بالتنسيق مع مدير التربية والتعليم، وذلك من خلال 45 دقيقة أسبوعيا لك صف.
8.المشاركة في وضع الخطة السنوية مع الهيئة التدريسية، ومراعاة وجود خطة الارشاد داخل الخطة السنوية للمدرسة واعطاء المساحة الكافية لخطة الإرشاد داخل الخطة المدرسية.
9.العمل على عقد لقاءات ومحاضرات للهيئة التدريسية للتوعية حول مراحل تطور الطفل، الاحتياجات الجسمية، العقلية، النفسية، الاجتماعية، التربوية للطالب في كل مرحلة من مراحل النمو، مساعدة المعلمين لفهم لوضع لنفسية الطفل، العمل على وضع آليات للعمل مع الطف، لقاء كل شهرين
10.العمل على عقد لقاءات دوري مع الأهل لمناقشة وضع أبنائهم، وطرق واليات التعامل معهم وللتعاون المشترك بين الاهل والمرشد والمدرسة، في التعامل معم الاطفال وفي مساعدتهم لتجاوز الصعوبات المختلفة، لقاء كل شهرين.
11.تقديم الاستشارات لاولياء الامور حول التعامل مع أطفالهم
12.تقديم الاستشارات للمعلمين والادراة المدرسية
13.المشاركة الفعالة في الدورات التدريبية التي يتم عقدها بهدف تطوير المرشد التربوي، بناء على البرنامج المعتمد من وزارة التربية والتعليم.
14. المشاركة الفعالة في الاجتماعات الادارية الشهرية التي تتم من قبل مسؤول الارشاد او ما عد مسؤول الارشاد بهدف متابعة العمل اداريا.
15.المشاركة الفعالة في الاشراف المهنيى الجماعي الذي يتم من قبل المشرف المهني في المنطقة مرة كل اسبوعين.
16.المشاركة والالتزام بالأشراف المهنى الفردي الذي يتم مع المشرف المهني للمنطقة مرة كل اسبوعين على الاقل.
17.رفع التقارير الشهرية عن سير العمل في المدرسة وبحسب النماذج المعدة والمعتمدة الى مسؤول الارشاد في المديرية.

التربية والتعليم

                                                      التربية والمعلم

عندما يكون مجال الحديث هو التربية يصبح الأمر بالغ الصعوبة لأن التربية ليست أحد شواغل المتخصصين فيها فحسب وأنما تمثل أهتماما شعبيا لا يستطيع المتخصص فيها أن يتجاهل أراء الناس وأهتمامتهم وأتجاهتهم نحو الصورة التى يحلمون بها لأولادهم بل يصل الأمرالى حد عدم القدرة على تجاهل الأحلام الوردية لتلك البراعم الصغيرة المنقحة التى تشكل عصب الحياة في المستقبل بأعتباره الغد المشرق الدى نحقق فيه أمالنا وأحلامنا وطموحاتنا التى نسعى اليها بلا كلل اوملل نتشارك فيها جميعا متخصصين وغير متخصصين فى رسم ملامحة وأدائنا فى تنفيد هدا الحلم انها التربية ولو كان لنا جميعا حلما واحدا لهان الأمروما انسقنا لتعريفات ودروب تنظيم الفكر الأجتماعى فى عمومياتة والفكر التربوى بعمومياتة وخصوصياتة وطبيعة الامور تؤكد لنا أننا لابد وان نختلف وأن نتفق أحيانا ولو جاء سقراط العظيم لأخد بهده الحقيقة ومع الأختلاف نحتاج الى الحوار السقراطى حتى يمكن أن يصل كل منا الى افضل صيغة لتربية الناس كبارا وصغارا فالكل ساخط وغاضب لما يمارس اليوم من تربية للنشئ والكل يلقى بالتبعة على المتخصصين وحتى نصل الى أن نكون فى مستوى هدة الأمانة التى ألقى الناس بحملها على عاتق المتخصصين ولابد أن نتحاورحول قضايا التربية الهامة ونعرف اجابات لهدة الأسئلة:-
1-ما هى التربية؟
2-من هو المعلم؟
3-من الأحق بالتعليم؟
4-ما الدى يجب أن تفعلة التربية فى عالم اليوم الصاخب والمتصارع وسريع التغير؟
5-من اين نستمد أهداف التربية التى ننشدها؟
6-هل من المدرسة؟ ام الأسرة؟ ام الوسط الاجتماعى ؟
7-ام المصنع؟ام الحزب السياسى؟ام التليفزيون؟
8-ام من الراديو؟ ام من المسجد؟ ام من الكنيسة؟ ام من الصحافة؟

1-التربية وتعريفها:-

التربية عملية اجتماعية تعكس طبيعة المجتمع وفلسفتة وأماله وطموحاتة وهى جزء من النظام الأجتماعى العام تؤثر وتتأثر به بعلاقة تفاعلية مستمرة حفاظا على كيانة واستمراره ولهدا تعد التربية مراة المجتمع التى تكشف عن خصوصياتة وتميزة عن غيرة من المجتمعات وبالنظر الى ما للتربية من قيمة واهمية فقد اولتها الدول قصارى جهدها المالى والبشرى على حد السواء ولعل نظرة فاحصة لواقع الأنظمة التربوية فى العالم تؤكد هدة المقولة وتعززها والتربية هدة لها اسس واصول تستند اليها وفهم عملية التربية يتوقف على ادراكنا لهدة الأسس والأصول مضمونها وانعكاساتها ومرايتها.
كما أننا ادا بحثنا فى المعاجم اللغوية لتحديد معنى التربية فاننا نجد أنها ترجع فى أصلها اللغوى العربى الى الفعل(ربا – يربو) اى نما وزاد وفى التنزيل الحكيم( وترى الأرض هامدة فادا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت) اى نمت وزادت لما يتداخلها من الماء والنبات وتقول ربى فى بيت فلان اى نشأ فيه و رباه بمعنى نشأة ونمى قواة العقلية والجسدية والخلقية وفى التنزيل الحكيم أيضا قال:-( قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين ) كما ورد فى الصحاح أيضا أن التربية هى تنمية الوظائف الجسمية و العقلية والخلقية كى تبلغ كمالها عن طريق التدريب والتثقيف وهكدا يتضمن المعنى اللغوى للتربية عملية النمو والزيادة والتربية بمعناها الضيق تعنى غرس المعلومات والمهارات من خلال مؤسسات معينة انشئت لهدا الغرض كالمدارس مثلا وهى بهدا المعنى تصبح مرادفة للتعليم.


أقوال مأثورة عن فلاسفة التربية ومفكروها:-
جود:- التربية هى مجموعة العمليات التى من خلالها بقوم الفرد بتنمية قدارتة واتجاهاتة وصور اخرى من السلوك دات القيمة الأيجابية فى المجتمع الدى يحيا فيه.أفلاطون:- عرف أفلاطون التربية بانها تدريب الفطرة الأولى للطفل على الفضيلة من خلال اكسابة العادات المناسبة.
لودج:-هناك معنيان للتربية أحدهما واسع والثانى ضيق أما المعنى الواسع فيعنى أن التربية تعادل الخبرة أى خبرة الكائن الحى فى تفاعلة مع بيئتة الطبيعية أما فى معناها الضيق فيقصد بها "التعليم المدرسى"
ميلتون:-يعرف ميلتون التربية الصحيحة بأنها التربية التى تساعد الفرد على تأدية واجباتة العامة والخاصة فى السلم والحرب بصورة مناسبة وماهرة.
هيجل:- يقول هيجل أن الهدف من التربية العمل على تشجيع روح الجماعة وتخليص الفرد من روح الأنانية.



التربية فى الأسلام:-
تعنى بلوغ الكمال بالتدريج ويقصد بالكمال هنا كمال الجسم والعقل والخلق والدين لأن الأنسان موضوع التربية والأنسان خليقة الله على الأرض وكرمه على كثير من خلقة وجعل الملائكة تجسد له ولدلك يجب أن تأتى تربية الأنسان متمشية مع مطالب هدة الخلافة بجوانبها المختلفة. اختلاط مفهوم التربية بمفهوم التعليم والفرق بينهم:- فالتعلم بصرف النظرعن تعدد نظرياته هو تغير فى الأداء يحدث تحت شروط الممارسة وهو بهدا المعنى يشمل الأنسان والحيوان فكما أن الأنسان يتعلم فأن الحيوان أيضا يتعلم ويختلف التعلم عن مفهوم التربية المدرسية فى أن التعلم لا يقتصر على المدارس أومؤسسات التعليم فالانسان يتعلم فى داخل المدرسة وخارجها كما أنه يتعلم فى داخل المدرسة وخارجها كما أنه يتعلم طوال حياته وبهدا يختلف التعلم عن التربية المدرسية وأن كان احدى وسائلها كما أن التعلم يختلف عن التربية بصفة عامة سواء كانت مدرسية أو غير مدرسية فى أنة يمكن أن يتم فى ظل أى ظروف مقصودة أو غير مقصودة أما التربية فانها عملية مقصودة موجهة.

أختلاف النظرة الى مفهوم التربية:-

لقد أختلفت النظرة الى التربية كما رأينا من التعاريف السابقة ويبدوأن هدا الأختلاف قائم مند باية التاريخ ففى عبارة مشهورة لأرسطو يقول فيها"تختلف الأراء حول موضوعات التربية "فالناس لا تتوحد فكرتهم بالنسبة لما ينبغى أن يتعلمه النشئ ولا بالنسبة للكمال الأنسانى ولا بالنسبة لأفضل حياة ممكنة بل وليس من الواضح ما ادا كان الواجب توجية التربية أساسا الى العقل أو الخلق وما ادا كانت مواد الدراسة المناسبة هى تلك المفيدة فى الحياة أو تلك التى تصنع الكمال أوتلك التى تنمى أواصر المعرفة ليس جميع الناس سواء فى تقديرهم للكمال الأنسانى المتميز ومن ثم فمن الطبيعى أن يختلفوا حول الأعداد المناسب للوصول اليه ومن الطبيعى بالنسبة لموضوع هام كالتربية أن تختلف وجهات النظر فيه فقد ينظر الى التربية على أنها تهديب الخلق وتنمية الأخلاق الحميدة فى الأنسان وتربيته على الكمال والفضيلة وهدا هو مفهوم التربية بمعناها التهديبى أو التأديبى وقد ينظر الى التربية على أنها عملية روحية لتعميق ايمان الأنسان بخالقة وتقوية صلته به وقد يقصد بها تسامى الأنسان عن رغباته الدنيويه وحاجاته الماديه والبيولوجية وقد يقصد بها عملية اعداد الأنسان لحياة الكبار أوتكيفة لبيئتة المادية والأجتماعية وقد ينظرالى التربية على أنها خدمة المثل العليا للمجتمع أوخدمة المثل العليا للفرد وقد يجمع بين النظريتين فى ظل الديمقراطية مثلا وقد ينظر الى التربية على أنها عملية تنمية اجتماعية للفرد والمجتمع معا وقد ينظر اليها على أنها عملية اقتصادية تعنى استثمار الأموال فى الموارد البشرية التى هى عنصر هام من عناصر الأنتاج الرئيسية ويصبح هدف التربية فى ظل هدا المفهوم اعداد القوى البشرية المدربة التى تستطيع أن تقوم بدورها فى مجال العمل والانتاج وأن التربية لها دور رئيسى فى عملية التنمية الأقتصادية ولها عائدها ومردودها الأقتصادى الدى يفوق اى عائد نحصل عليه من أى مجال استثمارى اخروهدا هو مفهوم التربية بمعناها الأقتصادى وقد يجمع بين أكثر من وجهة نظر من النظرات السابقة وقد يجمع بينها جميعا.
التربية كعملية ونتيجة:-
وقد ينظرالى التربية على أنها غاية فى حد داتها تستهدف مساعدة الفرد على تحقيق داتة وتنمية قدراته وأمكانياته وتزويده بالمهارات المعرفية والسلوكية والعملية التى تمكنة من أن يحيا حياة حرة كريمة بعيدة عن قيود الجهل وشبح الفقر وأهدار القيم والكرامة الأنسانية.
وقد ينظر الى التربية على أنها وسيلة لتحقيق كل ما سبق أو على أنها وسيلة لخدمة أغراض الدولة والمجتمع وتصبح التربية فى هدة الحالة وسيلة الدولة أو المجتمع فى خدمة أغراضها التى تستهدفها وقد يكون دلك بدون التضحية بالفرد نفسه أو قد يكون فى دلك تضحية به وبقيمتة وكرامتة كما فى التربية الديكتاتورية.
وبصرف النظرعن اختلاف النظرة الى التربية فانه يجب أن نميز بين التربية كنتيجة والتربية كعملية فالتربية كنتيجة تعنى ما يحدث للفرد من خلال النمو والتعليم باكتساب ألوان المعرفة والمثل العليا والنمو الجسمى والعقلى والانفعالى والوجدانى والأجتماعى وهى كعملية تعنى كل المؤثرات التربوية والثقافية التى يتعرض لها الفرد بصورة منظمة موجهة من خلال منظمات متخصصة أو بصورة غير منظمة من كل القوى المعلمة والمربية فى المجتمع كالأسرة والمؤسسات الدينية وجميع وسائل الأعلام والأتصال الجماهيرية وجماعة الرفاق والصحبة وغيرها.


تطور مفهوم التربية:-
شهد مفهوم التربية عدة تطورات هامة على مر العصور فكان هدا التطور نتيجة التحولات الأجتماعية من جانب واتساع النظرة العلمية الى ميدان التربية من جانب أخر ومن أهم هدة التحولات:-
1-أن ميدان التربية أنتقل من مرحلة الجهود المبعثرة وغير المنظمة عندما كانت التربية مسئولية الأسرة وغيرها من قطاعات المجتمع الى مرحلة الجهود المنظمة التى تخطط لها البرامج وتنظم لها المشروعات وتكرس لها الجهود وتصدر بشأنها القوانين والتشريعات التى تنظمها وترسى قواعدها.
2-أنها انتقلت من مرحلة احتكار الأسرة لها الى مرحلة المنظمات المتخصصة التى تقوم بها وتشرف عليها وتوجهها وتظهر الى جانب الأسرة المؤسسات الدينية والعسكرية والأقتصادية وأخيرا ظهرت المدرسة كمنظمة تربوية رسمية.
3-أنها انتقلت من مرحلة تعليم القلة والصفوة الى تعليم جماهير الشعب كل الشعب فقد كانت التربية فى الماضى مقصورة على فئة مختارة من الناس قادرة أقتصاديا واجتماعيا أما الأن فقد أصبحت التربية حقا لكل أنسان تعترف به المواثيق الدولية والقومية على السواء.
4-أنه أنتقلت من كونها عملية تعليمية ضيقة تعنى بالحفظ والاستظهار والتحصيل الى كونها عملية ثقافية دينامية تتسامى بعقل الأنسان وفكرة وضميرة وخلقة كما تتكامل فيها الأبعاد الجسمية والنفسية والأجتماعية وغيرها وأصبحت التربية تقوم على مفهوم شامل متكامل له أبعاد فردية وأجتماعية معا.
5-أنها أنتقلت من كونها عملية مرحلية تنتهى عند مرحلة تعليمية معينة أو زمن معين الى كونها عملية مستمرة مدى حياة الأنسان من المهد الى اللحد فالانسان يتعلم ما بقى فية حياة.
6-وانتقلت التربية بمفهومها المهنى من كونها عملية يستطيع أن يقوم بها اى فرد الى كونها عملية مهنية تتطلب الاعداد والمران قبل ممارستها وهكدا تتزايد النظرة الى التربية كمهنة لها أحترامها كغيرها من المهن ومع أن التربية لم تصل بعد الى الدرجة التى تفرض فيها كل قواعد المهنة وأصولها لاعتبارات معروفة فانها لاشك ماضية فى هدا الطريق.


التربية وأهميتها للمجتمع:-
أن التربية ضرورية للمجتمع فهى ضرورية للفرد نفسة أدا أن تشرب الفرد لثقلفة المجتمع يكسبة الصفة الأجتماعية المطلوبة للعيش فى المجتمع الدى ينتمى اليه وعلى دلك فالتربية ضرورة اجتماعية وضرورة فردية بنفس المقدار ويمكن النظر الى التربية داخل المجتمع أوالثقافة من زاويتين هما:-
1-أن التربية عنصر من عناصر الثقافة ونتاج من نتاجات المجتمع مثلها فى ذلك مثل اى جانب ثقافى أخر ابتكره دلك المجتمع.
2-انها أصبحت أستراتيجية قومية كبرى لكل شعوب العالم وأصبحت من حيث الأولوية لا تقل عن أولوية الدفاع والأمن القومى أن لم تزد عليها ودلك أن رقى الشعوب وتقدمها وحضارتها تعتمد على نوعية الأفراد فالعبرة أدن هى فى كيف البشرلا بكمهم وعددهم وفى الماضى حكمت بريطانيا الهند التى يسكنها مئات الملايين من البشر بعدة مئات من الموظفين والحكومين.
3-أنها عامل هام فى التنمية الأقتصادية للمجتمعات فالعنصر البشرى أهم ما تمتلكة أى دولة حتى بالنسبة للدول الفقيرة فى مواردها الطبيعية وثرواتها الأقتصادية كاليابان مثلا التى تعتبر نمودجا حيا لدور التربية فى تنمية العنصر البشرى القادر على تحقيق التقدم والرخاء لبلادة وهناك أمثلة أخرى متشابهة من الدنمارك وكوريا الجنوبية لقد تأكد الدور الهام الدى تقوم به التربية فى زيادة الأنتاج القومى وبالتالى زيادة الدخل القومى.
4-أنها عامل هام فى التنمية الأجتماعية ومع أنة لا يمكن فصل التنمية الأقتصادية عن التنمية الأجتماعية للأرتباط العضوى الوثيق بينهما فان هدا الفصل له ما يبرره من جانب المعالجة العلمية فاللتربية دورها الهام فى التنمية الاجتماعية للافراد من حيث كونهم أفراد في علاقة أجتماعية تفرضها عليهم أدوارهم المتعددة فى المجتمع كالقيلم بدور المواطنة الصالحة القادرة على تحمل المسئوليات والقيام بالواجبات التى تفرضها هذة المواطنة.
5-انها ضرورة لأرساء الديمقراطية الصحيحة فهناك مثل يقول (كلما تعلم الانسان زادت حريته) وهدا يعنى ارتباط الحرية بالتعليم فالتعليم أدن يحرر الأنسان من قيود العبودية والجهل والحرية او الديمقراطية لا يمكن ان تعمل فى ظل الأمية أو الفقر الثقافى ولا يمكن أن تتصور شخصا جاهلا يمارس بنجاح حقوقه السياسية فى الأنتخاب والتصويت وأبداء الرأى والمشورة.
6-أنها ضرورة للتماسك الأجتماعى والوحدة القومية والوطنية فالتربية عامل هام فى توحيد المشارب والأتجاهات الدينية والفكرية والثقافية لدى أفراد المجتمع وهى بهدا تساعدهم فى خلق وحة فكرية تمكنهم من التفاهم والتفاعل وتؤدى الى ترابطهم وتماسكهم ويمكن للتربية ان تكون سلاح دا حدين فكما أنها وسيلة للوحدة الفكرية والقومية فانها يمكن ان تكون وسيلة لتفريق الناس وايجاد العداوة بينهم كما يحدث فى الدول العنصرية كجنوب افريقيا وغيرها مثلا ففى هدة الدول تستخدم التربية سلاحا للهدم والتدمير ضد الجانب الأخر بدلا من ان تكون سلاحا للبناء والتعمير كما هو المفروض .

أهداف التربية العربية:-
1-أن واقع التربية فى حاضرها هو حصيلة العوامل المختلفة التى تعرض لها المجتمع العربى وتعكس النظم التربوية القائمة الوانا من القوة والضعف التى أفرزاتها التطورات والتحديات والصعوبات التى يواجهها الوطن العربى.
فقد شهد الوطن العربى ببلدانة خلال هدا القرن جملة من التغيرات السياسية والاقتصادية والثقافية وكان من مظاهرها الثورات الوطنية وحركات الاستقلال عن الاستعمار بشتى أنواعة ونتيجة لدلك استقلت الدول العربية وأصبح لكل دولة منها نظامها السياسي الخاص بها يمثله نظام تربوى يخدم أهدافة وتطلعاتة.


ومن ضمن أهداف التربية العربية:-
1-تربية وأعداد المواطن العربى بتراث الأمة العربية وقيمها الأصلية ورسالتها الحضارية.
2-تحسين نوعية التعلم وتطويرة بالافادة من مستخدمات العلم والتكنولوجيا.
3-ربط التعليم بمطالب المجتمع وتطوراته.
4-تطوير الأدارة التربوية بالأخد بمبدأ اللامركزية وأساليب التخطيط .
5-التعاون العربى الثقافى دعما للوحدة الثقافية كأساس للوحدة العربية.
6-الأفادة من التجارب العالمية والتعاون من أجل دلك مع المنظمات الدولية ودول العالم الثالث.


سمات الأهداف التربوية:-
1-تأثرها بالقوى الثقافية العاملة فى المجتمع سواء أكان تأثيرها فى طبيعة هدة الأهداف أوفى نوعيتها.
2-عدم تركيزها على الفرد دون المجتمع او المجتمع دون الفرد فالأهداف تعنى بالنزعة الفردية والأجتماعية على السواء لأن الأهتمام بالمجتمع وحده يعنى دوبان الفرد فى خضم المجتمع وأسقاط أهمية دورة وأهميتة فى بناء المجتمع كما أن الاهتمام بالفرد وحده يعنى اللامبالاه بقيم المجتمع المشتركة وتفاعلاتة الاجتماعية.
3-عموميتها فى التعبير عن أمال المجتمع واهتمامات أفراده وتطلعاتهم المستقبلية لدلك فهى لا تقتصر على جانب معين كالتعليم فى مرحلة معينة أوعلى فئة عمرية معينة كما أنها لا تقتصرعلى طائفة اجتماعية معينة بل هى شاملة.
4-تحقيقها يستدعى زمنا يتصف بالتباين فى مداة فأهداف المجتمع لا تتحق فى لحظات أو أيام وشهور بل قد تظهر أثارها خلال جيل أواكثر.
5-اصطباغها بالصبغة الجماعية نظرا لأنه يسهم فى رسمها وصياغتها وتحديدها متخصصون فى مجال التشريع والتربية والتنفيد.
6-قدرتها على رفع عجلة التقدم فى المجتمع فالاهداف هى المحرك لطاقات الشعور.


أهم خصائص المعلم الجيد:-
أثبتت بعض الأبحاث التى أجريت حول رأى التلاميذ فى معلمهم أن أهم صفتين يحبها التلاميذ فى المدرس هما:-
1-العطف على التلاميذ والصبر على أخطائهم.
2-القدرة على توضيح الدرس.
أى أن هاتين الصفتين يتولد منهما حب التلاميذ لأستادهم ومعروف أن الحب هو أهم علاج للمشكلات المدرسية.


ونلاحظ فى تلك الصفتين ما يأتى:-الصفة الأولى:-تعتمد على صفات المعلم الشخصية والأنسانية.
الصفة الثانية:-تعتمد على صفات المعلم المهنية.


أهم الصفات الشخصية للمعلم الجيد:-
1-ان يكون محبا للطفولة:-
فلا شئ يبعث على النشاط ويشحد الهمم أكثر من الحب وهدا الحب ينمو ويزدهر فى أرض المرح والسرور والأنشراح.
والحب الذى نعنيه هنا ليس تلك العاطفة المائعة المتهيئة دوما للتسامح والأستسلام لأهواء الأطفال وتقلباتهم وعبثهم بل هو الحب المحدد اليقظ المؤثر القادر على تهيئة أسباب النجاح وبث روح الأطمئنان فى النفوس والصبر على الأخطاء ومعالجتها بحكمة وتلطف ورفق بعيدا عن العنف أو التعسف وبدلك يدنو المعلم من قلوب تلاميذه وتتحد روحه بأرواحهم وادلك يقول الأمام بدر الدين بن جماعة (أن أنجح المعلمين أشدهم حبا لتلاميذه وأكثرهم رعاية لهم وشفقة عليهم ورفقا بهم).


2-أن يكون محبا لمهنتة:-
ولعا بها يؤدى عمله بشوق وشغف ونشاط فيتابعة التلاميذ بنفس الشوق والنشاط.


3-أن يكون متواضعا فى غير ضعف:-
عطوفا فى حزم وكياسة متحررا من عقدتى الدونية والتعالى يعلرف متى يكون مرحا ومتى يكون جادا يحلم فى موقف الحلم ويقسو فى الموقف الدى لا يحمد فيه ألا ذلك حتى لاتنقلب طهارة الأطفال الى شيطنة وطيش وتسيب وفوضى.


4-صحته الجسمية وحيويتة:-
وسلامة حواسة وغير دلك مما يساعده على تأدية رسالتة.


5-صحتة النفسية واتزانة الانفعالى:-
بحيث لا يسهل مضايقتة ولا تبدو صورتة المزاجية هوجاء منفردة ولا يكون لدية خجل زائد أوحساسية تجاة النقد كما يكون واثقا من نفسة رابط الجأش يواجهة المواقف الغير متوقعة بثبات واطمئنان لأن المدرس المضطرب يشيع بين تلاميذة جوا من التوتر والقلق
لدلك يجب على المدرس أن يجاهد نفسة من أجل اكسابها فضيلة الصبر والسكينة والاشراق وكلما أجتهد المدرس وروض نفسة على تلك الفضائل كلما انطبعت فية صفاتها شيئا فشيئا وأصبح قدوة حسنة لتلاميذة ويسيرون على منواله.


6- أناقتة ونظافتة:-
وطيب رائحتة وحسن هندامة ورقة دوقة فى أختيار ملابسة وجادبية مظهرة تعظيما للعلم والعلماء وليكون مثالا يقتدى به التلاميذ لأن المدرس الدى لا يحرص على النظافة ويرتدى الملابس البالية أو المنفرة يبعث على الأشمئزاز ولدلك شرع الأسلام التجمل واتخاد الزينة فى مثل قولة تعالى (يا بنى أدم خدوا زينتكم عند كل مسجد)و قولة تعالى (قل من حرم زينة الله الدى أخرج لعبادة....) كما روى مسلم أن النبى قال (أن الله جميل يحب الجمال ).


7-فصاحتة وجودة نطقة:-
ووضوح صوتة وقوة بيانة وجمال تعبيرة وتسلسل حديثة وأخراجة الحروف من مخارجها وتنوع نبراتة ولهجتة الطبيعية وخلوة من اللازمات وحبسة اللسان وغير ذلك.


8-ذكائه وفطانته:-
وسعة أفقة وبعد نظرة ويقظة عقلة ليمكنة معالجة مشكلات التدريس بحكمة ولا يكون هو نفسة مصدرا للنزاع وأثارة المشكلات وتعطيل العمل.


9-فهمة لتلاميذة :-
ومعرفة بأسمائهم ومشاركتة فى حل مشكلاتهم وسعية فى مصالحهم وعدم التحيز فى معاملتهم خاصة عند فض منازعاتهم استجابة لقول رسول الله(اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم) كل دلك يوطد علاقتة بهم ويكون من أهم أسباب نجاحة.


10-تمكنة من مادتة :-
لأن أخطاءه تقلل من ثقة تلاميذه فية وتجعلهم لا يهتمون بالتحضير له.

11-سعة أطلاعة :-
فلا يكتفى بالكتاب المدرسي حتى لا يهبط مستواة الى مستوى تلاميذه بل علية ماومة الاطلاع على كل جديد فى مادتة او ما يدعم مهنتة كعلم النفس والتربية أو طرق التدريس وغيرها حتى يظل دائما فى مستوى ثقافة عصرة.


12-المحافظة على مواعيد المدرسة واحترام لوائحها:-
والالتزام بمتطلبات مهنتة عن حب ورغبة داخل الفصل وخارجة بل وفى كل لحظة نت حياتة الأن التدريس ليس مجرد مهنةيعيش من خلالها بل هو رسالة يؤديها بأخلاص من خلال فكر واع أصيل ودقة فى التخطيط للعمل وفخر مستمر بكونة معلما ويزيدة فخرا قول النبى(أنما بعثت معلما).


13-استجابتة للروتين الضرورى:-
ولباقتة ومرونتة والمرونة هنا ليست هى النفاق الدى تضيع معه الحقيقة جبنا أوضعفا أوخجلا.


14-كونة ودودا مع زملائة :-
بعيدا عن المشاحنات دمث الخلق متأدبا فى ألفاظة بعيدا عن الغيبة والقول الذى يؤذى الاذان لقولة تعالى (قل لعبادى يقولوا التى هى أحسن أن الشيطان ينزغ بينهم.....)
ولا يكثر الكلام عن نفسة ويعترف بخطئة أو قصور معرفتة دون مغالطة أوخجل.


15-عدم أعتزالة الناس:-
ومشاركتة فى الحياة الأجتماعية ولذلك يرى الامام ابن جماعة (أنة ليس أضر على المعلم من الزهد فى مصاحبة الناس والبعد عن حركة الحياة العامة وطالب المعلم بالسعى فى قضاء الحاجات وبذل الجاه فى الشفاعات والتلطف بالفقراء والتحبب الى الجيران والاقرباء ومعاملة الناس بمكارم الأخلاق وطلاقة الوجة والأيثار وترك الأستئثار وأطعام الطعام.


16-أن يكون عارفا بأمور دينه متمسكا بها :-
محافظا على تأدية الشعائر امرا بالمعروف ناهيا عن المنكر لا يخشى فى الله لومة لائم اخذ نفسة بأحسن الأفعال واكمل الاخلاق.


17-لا يفعل شيئا مما يستنكرة الناس:-
حتى وأن كان جائزا باطنا حتى لا ينفردوا منه فلا ينتفعوا بعلمة.


18-أن يكون مخلصا:-
فيجعل تدريسة ابتغاء وجة الله تعالى ودوام ظهور الحق وخمود الباطل وكثرة العلماء


مهارات المعلم:-
أولا : مهارة التهيئة الدهنية:
وهي تهيئة أدهان الطلاب لتقبل الدرس بالإثارةوالتشويق ، حيث يقوم المعلم بجدب إنتباه الطلاب نحو الدرس عن طريق عرض الوسائلالتعليمية المشوقة ، أو طرح أمثلة من البيئة المحيطة بالتلاميذ .


ثانيا: مهارة تنويع المثيرات:
هو عدم الثبات على شيء واحد من شانه أن يساعد على التفكيروإثارة الحماس 0والتنويع بالمثيرات مهارة هامة في إيصال المعلومة 0 فاستخدام المعلمفي كل لحظة من لحظات الدرس مهارة هو بمثابة زيادة في التحصيل الدراسي لدى الطلاب معالحفاظ على اهتمام الطلاب في موضوع التعلم و يتحقق دلك عن طريق تنويع المثيرات التالية.
الإيماءات : ويقصد بها إيماءات الرأس وحركة اليدين وتعبيرات الجسمبالموافقة أو العكس -التحرك في غرفة الصف - استخدام تعبيرات لفظية .
الصمت : ويقصد به الصمت الدي يتخلل عرض المعلم لموضوع معين
تنويع الحواس
اما الممارسات التي تبعث الملل فهي
:الصوت الرتيب -الوقوف الثابت .

ثالثا : مهارة استخدام الوسائل التعليمية:
عند عرض الوسيلة التعليميةأمام الطلاب يجب أن يدرك المعلم الغاية من هده الوسيلة ومدى ملائمتها لمستوى الطلابوكيفية استخدامها ، ويجب على المعلم أن يجعل الطلاب يكتشفون تدريجيا أهداف الدرس منخلال هده الوسيلة ، كما أن التربية الحديثة تهتم بالجانب الحسي عند الطلاب لأن منخلاله يبقى أثر التعلم .


رابعا : إثارة الدافعية للتعلم:
يقصد بها إثارة رغبة التلاميذ في التعلم وحفزهم عليه.
فوائدها تجعل التلاميذ يقبلون على التعلم -تقلل من مشاعر مللهم وإحباطهم - تزيد من مشاعر حماسهم واندماجهم في مواقف التعلم.


استراتيجيات لإثارة دافعية الطلاب للتعلم :
التنويع في استراتيجية التدريس -ربط الموضوعات بواقع حياة التلاميذ -إثارة الأسئلة التي تتطلب التفكير مع تعزيز إجابات الطلاب - ربط أهداف الدرس بالحاجات الدهنية والنفيسة والاجتماعية للمتعلم .
التنويع بالمثيرات:
مشاركة الطلاب فيالتخطيط لعملهم التعليمي - استغلال الحاجات الأساسية عند المتعلم ومساعدته علىتحقيق داته - تزويد الطلاب بنتائج أعمالهم فور الانتهاء منها - إعداد الدروس وتحضيرها وتخطيطها بشكل مناسب الشعور بمشاعر الطلاب ومشاركتهم بانفعالاتهم ومشكلاتهم ومساعدتهم معالجتها وتدريبهم على استيعابها.


خامسا : مهارة وضوح الشرح والتفسير:
 وهي إمتلاك المدرس قدرات لغوية وعقلية يتمكن بهامن توصيل شرحه للطلاب بيسر وسهولة ، ويتضمن دلك استخدام عبارات متنوعة ومناسبةلقدرات الطلاب العقلية.


سادسا : مهارات التعـزيزمفهومه :
هو وصف مكافأة تعطى لفرد استجابة لمتطلبات معينة -أو كل ما يقوي الاستجابة ويزيد تكرارها -أو تقوية التعلم المصحوب بنتائج مرضية واضعاف التعلم المصحوب بشعور غيرسار.
أنواع التعزيز يختلف باختلاف الأشخاص والمعلم يعتمد على الله ثمعلى خبرته في معرفة طلابه وصلاحية طرائق التعزيز التي استخدمها معهم.
التعزيز الإيجابي (اللفظي) كـ ( أحسنت - نعم أكمل - جيد ) للإجابة الصحيحة .
التعزيز الإيجابي (غير اللفظي) كـ ( الابتسامة - الإيماءات - الإشارة باليد أوالإصبع).
التعزيز الإيجابي (الجزئي) تعزيز الأجزاء المقبولة من إجابة الطالب .
التعزيز المتأخر (المؤجل) كأن يقول المعلم لطالب هل تذكر قبل قليل قلت لنا ..يجيب ..
التعزيز السلبي : إيقاف العقاب إدا أدوا السلوك المرغوب فيه بشكل ملائم التجاهل والإهمال الكامل لسلوك الطالب.
التعزيز والطلاب الخجولين: الطلاب الخجولين الذين لا يشاركون في المناقشات الصفية إلا نادراَ بإمكان المعلم حل هده المشكلة تدريجياً من خلال دمجه في الأنشطة الصفية.
ومثال ذلك: تكليفه بالإجابة على سؤال سهل نوعاً ما ابتسامة أو هزة رأس من المعلم إدا لاحظ أحد هؤلاء يصغي إليه أو ينتبه على ما يدور حوله في الصف.


سابعا : مهارات الأسئلة واستقبال المعلم: 
 لإسئلة الطلاب تعد الأسئلة الصفية الأداة التييتواصل بها الطلاب والمعلمون تمثل الأسئلة الصفية وسيط المناقشة بين الطلاب أنفسهم *الطلاب والمعلم * الطلاب وما يقدم لهم من خبرات ومواد تعليمية.


مشاركة الطلاب وتفاعلهم في الصف :
يتوقف دلك على نوعية الأسئلة وحسن صياغتها كما أن التفاعل بين المعلم وطلابه مهم للغاية من خلال استقبالالمعلم لأسئلة طلابه بطريقة مهدبة ومشجعة ، باستخدام عبارات التعزيز مثل "أحسنت" أو "بارك الله فيك" ، لأن التشجيع يزيد من دافعية التعلم ، وعندما يجيب الطالب إجابةخاطئة فلا يزجره المعلم ويحرجه أمام طلابه ، وإنما يوضح له الإجابة ويعطيه الدافعللإجابة مرة أخرى .
لتطوير مهارات العلم لدى المعلمين يجب إتباع مايلي :
1- إعداد أدوات علمية دقيقة و مقننة لقياس مهارات العلم لدى المعلمين.
2- إجراء دراسة مسحية باستخدام الأدوات المدكورة أعلاه لتحديد المهارات المتقنة وغير المتقنة عند المعلمين .
3- إعداد حقائب تدريبية متطورة في جميع المهارات العلمية الأساسية والمكملة .
4- وضع خطة زمنية للتدريب على هده المهارات.
5- تحديد المراكز العلمية والجامعات المتخصصة في هدا المجال للاستفادة منها في التدريب .
6- تحديد الخبراء والمدربين العالميين المشهورين في هدا المجال للاستعانة بهم في عملية التدريب.
7- التوسع في التدريب و الابتعاث الخارجي .
8- مطالبة الجامعات التربوية المتخصصة في إعداد المعلمين بتطوير مناهجها لرفع مستوى تأهيل المعلمين .
9- رفع مستوى الكفايات العلمية المطلوبة للمعلمين المتقدمين لطلب التوظيف في مجال التدريس .
10- وضع آلية لحفز المعلم على تطوير مهاراته العلمية ليتم التجديد له في مهنة التدريس كاشتراط تقديم بحوث أو أوراق عمل أو دورات سنوية.
الى كل معلم يريد أن يصل الى الابداع لابد أن يتحلى بتلك المهارات:-
1-مهارةمستوى المعرفة والتمكن من المادة العلمية.
2-مهارات الاتصال التربوي الفعال.
3-مهارات تحديد واختيار الأساليب التعليمية.
4-مهارات الإدارة الصفية.
5-مهارة التخطيط.
6-مهارةالتقويم.
7-مهارة استخدام وتفعيل الوسائل التعليمية وتقنيات التعلم.
مهارات المعلم التدريسية:-
مهنة التدريس مهنة إنسانية اجتماعيةوفعالة لأنها تحقق تفاعل متبادل بين المعلم والتلاميذ ويكون هدا التفاعل مثمراًكلما كان المعلم ملماً بواجبات هده المهنة. مكتسباً لمهاراتها المتعددة وكلّما كانقادراً على خلق جيل مثقف قادر على المساهمة في تقدم وتطور المجتمع لدلك كان لابدلنا من تعريف التدريس.
التدريس: تستخدم عبارة التدريس لدينا للدلالة علىالعمليات التي يقوم بها المدرس مع الدارسين في المراحل التعليمية المتقدمة الثانويةوالجامعية وهي تستخدم للدلالة على عملية التعلم التي تجري ضمن المدارس أو ما يسمىبالتعليم المدرسي، أو التفاعل بين المدرس وتلاميذه في غرفة الصف أو قاعة المحاضراتأو في المختبرات. ويركز بعضهم على عملية التفاعل هده ويقتصر عليها فالتدريس يعني فيرأيهم عملية الأخد والعطاء أو الحوار والتفاعل بين المدرس والتلميد فكلمة التدريستنطوي على المشاركة في الوصول إلى الحقيقة كهدف أساسي للتدريس.
أن ألمام المدرس بثقافة مجتمعة من حيث أصولها التاريخية وعناصرها واتجاهاتها ومشكلاتها واهدافها ركن هام من اركان وظيفتة فوظيفة المدرس هى تقديم التلميذ لمجتمعة وتقديم ثقافة المجتمع للتلميذ وهذا التقديم يتطلب من المدرس ان يعرف الثقافة بقدر ما يعرف التلميذ .
وانى ارى ان المعلم اذا يقدم الثقافة للتلميذ برمتها بصالحها وطالحها والا ظل المجتمع جامدا وكانت التربية مشبوبة بالعيوب وكذلك لا يقدم المدرس الثقافة لتلميذة بما هى علية من التعقيد والا فلا داعى للمدرس وللمدرسة كما أنة يصبح من المتعذر على التلميذ الألمام بهذة الثقافة لأنها فوق مستواه.
انما يقدم المدرس الثقافة للتلميذ بعد اختيار انسب العناصر منها وفق الفلسفة التربوية التى يرسمها المجتمع ووفق الاسس والمعلومات النفسية التى يعرفها عن التلاميذ.
كذلك يقدم المدرس الثقافة للتلميذ بع تبسيط عناصرها وتفسيرها وفق المستوى الذى يناسب التلميذ وتبسيط المدرس للثقافة لا يعنى مجرد تقديمها فى صيغة رمزية ممثلة فى مقروء اومكتوب اذا ان تقديم الثقافة فى صورة رموز يعتبر من اعقد مراتب التعليم واكثرها صعوبة انما يكون التبسيط بأختيار مواقف تعليمية تمثل صورا مصغرة من صور الحياة فى المجتمع الكبير ومواجهة التلاميذ لهذة المواقف التى تناسبهم وتعلمهم خلال المواجهة هذة المواقف كذلك لا يكون التبسيط عبارة عن اختصارات المعلومات والمعارف والمهارات كأن يقدم الكتاب فى عشرين صفحة بدلا من مائة اةويختصر عدد المهارات اليدوية الى النصف فى عمل من الاعمال انما يكون التبسيط بتقديم الثقافة لكل تلميذ بقدر ما يناسبة وبالطريقة التى تناسبة.

السبت، ٢٣ أكتوبر ٢٠١٠

دور الارشاد النفسي في علاج التأخر الدراسي

                                           دور الارشاد النفسي فى علاج التأخر الدراسي

أولا : دور الارشاد النفسي فى الكشف عن حالات التأخر الدراسي:لكي نحدد أن الطالب متأخر دراسيا أم لا يجب على المرشد النفسي إجراء الاختبارات الآتية :-


اختبارات الذكاء – اختبارات القدرات – اختبارات التكيف الشخصي والاجتماعي
أولا : اختبارات الذكاء :-
ويمكن الاستعانة بها لتحديد أسباب تأخر الطالب وتوجيهه الوجهة الصحيحة لنجاح العملية التعليمية والتربوية .
الذكاء هو القدرة على التعليم واكتساب الخبرات وكلما زاد الذكاء زادت القدرة على التعلم .
فماذا تكشف لنا اختبارات الذكاء ؟؟
1- تعرفنا الاختبارات إن كان تحصيل الطالب يتفق مع قدراته أم أقل .
2- تساعدنا على تقبل نواحي النقص والضعف لدى التلميذ فلا يضغط عليه ولا يحمله فوق طاقته فيهرب من المدرسة ويعرض مستقبله للضياع .
3- توضح لنا الفروق الفردية بين الطلاب التي يجب أن يراعيها المعلم الناجح .
ثانيا اختبارات القدرات :-وهي تهدف إلى كشف المستوى الذي يمكن أن تبلغه قدرات الطالب في مجال ما وفق قدراته وميوله سواء كانت ميكانيكية – موسيقية – أدبية – علمية – حتى يتم توجيهه الوجهة الصحيحة للنجاح بتفوق .
ثالثا اختبارات التكيف الشخصي والاجتماعي :هذا النوع من الاختبارات له أهمية بالغة بالنسبة لعملية التربية والتعليم وذلك لأن المعلم لا يستطيع أن يربي طلابه التربية الصحيحة ويعلمهم بسهولة ويسر إلا إذا فهم كل طالب فهما صحيحا من حيث قدراته وميوله والتعرف على كل المشاكل التي يتعرض الطالب لها في البيت والمدرسة ويعمل على حلها .

ثانيا : دور الارشاد النفسي فى علاج حالات التأخر الدراسي:
أولهما : توجيه المعالجة إلى أسباب تخلف الطالب في دراسته سواء اجتماعية ، صحية اقتصادية .. الخ .
ثانيهما: توجيه المعالجة نحو التدريس أو إلى مناطق الضعف التي يتم تشخيصها في كل مادة من المواد الدراسية باستخدام طرق تدريس مناسبة يراعى فيها الفروق الفردية.وتكثيف الوسائل التعليمية و الاهتمام بالمهارات الأساسية لكل مادة والعلاقات المهنية الايجابية بين المدرس والطالب.
ويتم تحقيق تلك المعالجات من خلال تحديد الخدمات الإرشادية والعلاجية المناسبة لكل حالة ويمكن تقسيم هذه الخدمات إلى :
أولاً - الخدمات الوقائية :
وتهدف إلى الحد من العوامل المسئولة عن التأخر الدراسي وأهم هذه الخدمات :


1- التوجيه والإرشاد الأكاديمي والتعليمي
وتتمثل في تبصير الطلاب بالخصائص العقلية والنفسية . ومجالات التعليم العام والفني والمهني والجامعات والكليات ومساعدة الطلاب على اختيار التخصص أو نوع التعليم المناسب .
2- الخدمات التعليمية
وتتمثل في توجيه عناية المدرس إلى مراعاة الفروق الفردية أثناء التعليم أو التدريس وتنويع طريقه التدريس واستخدام الوسائل التعليمية ، وعدم إهمال المتأخرين دراسياً .
3- خدمات صحية
وتتمثل في متابعة أحوال الطلاب الصحية بشكل دوري ومنتظم وتزويد المحتاجين منهم بالوسائل التعويضية كالنظارات الطبية والسماعات لحالات ضعف البصر أو السمع، وإحالة الطلاب الذين يعانون من التهاب اللوزتين والعيوب في الغدد الصماء وسوء التغذية إلى المراكز الصحية أو الوحدات الصحية المدرسية لأخذ العلاج اللازم .
4- خدمات توجيهية
وتتمثل في تقديم النصح والمشورة للطلاب عن طرق الاستذكار السليمة و مساعدتهم على تنظيم أوقات الفراغ واستغلالها وتنمية الواعي الصحي والديني والاجتماعي لديهم وغرس القيم والعادات الإسلامية الحميد وقد يتم ذالك من خلال المحاضرات أو المناقشات الجماعية أو برامج الإذاعة المدرسية وخاصة في طابور الصباح أو من خلال النشرات والمطويات .
5- خدمات إرشادية نفسية
وتتمثل في مساعدة الطلاب على التكييف والتوافق مع البيئة المدرسية والأسرية وتنمية الدوافع الدراسية والاتجاهات الايجابية نحو التعليم والمدرسة ومقاومة الشعور بالعجز والفشل ويتم ذلك من خلال المرشد الطلابي لأسلوب الإرشاد الفردي أو أسلوب الإرشاد الجماعي حسب حالات التأخر ومن خلال دراسة الحالة .
6- خدمات التوجيه الأسرية
وتتمثل في توجيه الآباء بطرق معاملة الأطفال وتهيئة الأجواء المناسبة للمذاكرة ومتابعة الأبناء وتحقيق الاتصال المستمر بالمدرسة وذلك من خلال استغلال تواجد أولياء الأمور عند اصطحاب أبنائهم في الأيام الأولى من بدء العام الدراسي وأيضاً من خلال زيارة أولياء الأمور للمدرسة بين فترة وأخرى وكذلك عند إقامة مجالس الآباء والمعلمين...الخ.
ثانياً: الخدمات العلاجية:
وتهدف إلى إزالة العوامل المسئولة عن التأخر الدراسي من خلال :
1- العلاج الاجتماعي .
2- الإرشاد النفسي .
3- العلاج التعليمي .

1 - العلاج الاجتماعي :
ويستخدم هذا الأسلوب إذا كان التأخر الدراسي شاملاً ولكنه طارئ حيث يقوم المعالج (المرشد الطلابي ) بالتركيز على المؤثرات البيئية الاجتماعية التي أدت إلى التأخر الدراسي ويقترح تعديلها أو تغييرها بما يحقق العلاج المنشود.

2 - الإرشاد النفسي ( وهو المعنى في هذا البحث):
وفيه يقوم المعالج ( المرشد الطلابي ) بمساعدة الطالب المتأخر دراسياً في التعرف على نفسه وتحديد مشكلاته وكيفية استغلال قدراته واستعداداته والاستفادة من إمكانيات المدرسة والمجتمع بما يحقق له التوافق النفسي والأسري والاجتماعي .
ومن المقترحات العلاجية في هذا الجانب ما يلي :

1-عقد جلسات إرشادية مع الطالب المتأخر دراسياً بهدف إعادة توافق الطالب مع إعاقته الجسمية والتخلص من مشاعر الخجل والضجر ومحاولة الوصول به إلى درجة مناسبة من الثقة في النفس وتقبل الذات .
2-التعامل مع الطالب الذي لديه تأخر دراسي بسبب نقص جسمي أو إعاقة جسمية بشكل عادي دون السخرية منه أو التشديد عليه.
3-تغيير أو تعديل اتجاهات الطالب المتأخر دراسياً السلبية في شخصيته نحو التعليم والمدرسة والمجتمع وجعلها أكثر إجابة .
4-تغيير المفهوم السلبي عن الذات وتكوين مفهوم ايجابي عنه .
5-مساعدة الطالب المتأخر دراسياً على فهم ذاته ومشكلته وتبصيره بها وتعريفه بنواحي ضعفه والأفكار الخاطئة وما يعانيه من اضطرابات انفعالية .
6-تنمية الدافع ( وخاصة دافع التعلم ) وخلق الثقة في نفس الطالب التأخر دراسياً .
7-إيجاد العلاقة الإيجابية بين المعلم والطالب المتأخر دراسياً وتشجيع المعلم على فهم نفسية الطالب المتأخر دراسياً وتحليل دواخله.
8-التأكيد على المعلم بمراعاة التالي عند التعامل مع المتأخر دراسياً :
*عدم إجهاد الطالب بالأعمال المدرسية.
*عدم إثارة المنافسة والمقارنة بينه وبين زملائه.
*عدم توجيه اللوم بشكل مستمر عندما يفشل الطالب المتأخر دراسياً في تحقيق
أمر ما . وعدم المقارنة الساخطة بينه وبين زملاء له أفلحوا فيما فشل هو فيه.
و هناك ايضا بعض الخدمات الارشادية العلاجية الهامة التى ذكرها الاستاذ الدكتور عبد الباسط خضر فى البحث الذى اجراه تحت عنوان " دور الارشاد النفسي فى علاج التأخر الدراسي " , نذكر منها :

1- تنمية مفهوم الوعى الذاتى لدى الطالب .
2- تنمية مهارات الاستذكار .
3- تحقيق الصحة النفسية.
4- تنمية العلاقات البينشخصية مع الاباء و المدرسين.
5- استخدام جميع انواع الارشاد النفسي السابقة و اللاحقة فى تحسين العملية التعليمية.
إن الكثير من حالات التأخر الدراسي يعود كما أسلفنا إلى أسباب متعددة ولتحسين مستوى تحصيل الطالب لابد من التشخيص الدقيق لنقاط الضعف لديه ولبحث عن الأسباب ومن ثم وضع العلاج المناسب .
وعادة يتم علاج التأخر الدراسي في إطارين:

دور التربية النفسية الاجتماعية في التوازن النفسي للطفل

ور التربية النفسية الاجتماعية في التوازن النفسي للطفل د   
تكثر النظريات حول تربية الأطفال والأولاد، وتتراوح كلها بين القسوة الصارمة أو القسرية، والتراخي أو التسامح المبالغ فيه، وتكثر بالتالي النصائح والإرشادات التي يسديها أصحاب هذه النظريات ومعتنقوها إلى الأهالي الذين همهم الأول هو أن يشبّ أولادهم، وأن يتلقوا أفضل تربية في أفضل ظروف، وبأفضل الطرق الممكنة.
بعض الناس يوزع «الوصفات التربوية» كما توزع وصفات الطبخ والخياطة والتطريز، ويغيب عن أذهان هؤلاء أن تربية الطفل لا تتم بناء على «وصفة تربوية جاهزة تصلح للتطبيق على جميع الأطفال مهما اختلفت مستوياتهم ومجتمعاتهم. ‏
الطفل ضعيف وقوي في آن معاً؛ ضعيف لصغر سنه ولحاجته إلى رعاية أهله ومحبتهم له، ولكنه قوي بما يكمن فيه من طاقة حياة لاحدود لها. والطفل منذ ولادته كائن له شخصيته، وينبغي احترامه باعتباره شخصاً قائماً بذاته، منفصلا عن أهله وعن رغباتهم من حيث تعاملهم معه كمجرد فاه للإشباع، أو جسد للإكساء، أو لعبة للتسلية. ‏
** محاذير الصرامة التقليدية والحرية المطلقة في التربية ‏
يغيب عن بال الذين يطبقون هذه النظرية أو تلك أو يروجون لها. أن الطفل ليس غرضاً يمتلك ولاحقل تجربة أو اختبار للنظريات التي يؤمنون بها، فالطفل ليس امتداداً للكبار، إذ إن له حياته المستقلة ولو رافقه الأهل في مساره مدة من الزمن. ‏
وإن كان للكبار حق على الطفل فهو «حق» رعايته وتقديم كل عون من شأنه مساعدته على النمو نمواً سليماً دون استلاب لشخصيته ولقدراته، فالطفل شخص مثلنا ومعاملته معاملة راشدة تقتضي توجيه إمكاناته في مسار نموها السليم. ‏
نظرية إطلاق العنان لحرية الطفل كردة فعل على الصرامة والضغط اللذين كانا يميزان الطريقة التربوية القديمة القائمة على معاملة الطفل بقسوة وإجحاف. فلقد كان الأهل يرون في القسوة طريقة مثلى للتربية وشرطاً أولياً لتمكين الطفل من التحلي بأفضل الصفات، والسير به في طريق العلم والمعرفة، والنجاح باسم قيم ومثل عليا كالجدية والشرف والصدق والواجب والأخلاق العالية، بموجب هذه التربية كان الطفل يعامل بقسوة وكان الأهل لايترددون في استعمال كل وسائل القصاص والتأنيب والتوبيخ والتهديد وحتى الضرب العشوائي. ‏
نظريات تربوية حديثة متضاربة حول رعاية الطفل ‏

جاء العصر الحالي بنظريات مناقضة لهذه الرؤية مستنداً بذلك إلى ماتقدمه العلوم الإنسانية الحديثة ­ ولاسيما علم النفس ­ من وسائل بحث ومعرفة وتجريب. ‏
بدأت المدارس والمؤسسات التربوية المختلفة تحاول، بوساطة النظرية والتطبيق، إيجاد أساليب تربوية مختلفة يكون من شأنها تأمين حاجات الطفل وحمايته، فعلت الأصوات مدافعة عن الطفل، وعرف الغرب أصنافاً من التربويين تنادي بالحرية المطلقة وبتطبيق أساليب تربوية تبتعد عن الصرامة وتنكر على الأهل حتى حق ممارسة النهي والردع والتوبيخ، كما كثرت «الوصفات» ، وأخذ الناس بممارسة التربية طبقاً لوصفة مسبقة تمليها عليهم الكتب والمجلات المتنوعة. وإزاء التزمت الذي كانت تتسم به التربية التقليدية أتت نظريات تقول بعدم التعرض لرغبات الطفل مهما كانت. وأخذ الأهل يطلقون عنان رغبات أبنائهم وصرنا نرى طفلاً صغيراً يتحكم بكل مايخصه ويخص أهله حتى سهراتهم وأصدقائهم، فإن رافقهم في زيارة إنصاع الأهل، وبالتالي المضيفون، إلى رغباته. ‏
بعض الأهل الذين تلقوا تربية قاسية، راحوا يعوضون عن الحرمان الذي عانوا منه في طفولتهم بتقديم كل ماكانوا يحلمون به لأنفسهم إلى أطفالهم، مقنعين بذلك كل مااختزنوه من نقائض ومحققين بوساطة الأطفال رغبات لهم، ماضية أو حاضرة، بينما استمر أهل آخرون بمعاملة أطفالهم كما عوملوا هم في طفولتهم كأن تربية أولادهم مجرد تكرار لتربيتهم فراحوا يمارسون على أطفالهم مامارسه ذووهم عليهم، ويبقى الطفل في الحالتين مرآة تعكس رغبات الأهل وآمالهم وعقدهم ونواقصهم، وألعوبة لهواجسهم وهمومهم واهتماماتهم أي مجرد امتداد لشخصهم بطريقة أو بأخرى. ‏
ولاينتبه المهتمون بالتربية إلى كون هذين التصرفين المبالغ فيهما لايتناقضان فعلاً، فكلاهما ذو أثر مضر على الطفل ولايوفر له الحماية من القلق والخوف بسبب ماقد يلاقيه من حرمان وظلم في اعتماد التربية الصارمة، ومايتعرض له من استلاب لشخصه ولرغباته الفعلية تحت ستار إطلاق حريته في حال اعتماد التربية المتساهلة. ‏
الحرية المطلقة ليست إلا غياباً للأهل، ومنحها للطفل يوهمه بأن الواقع الخارجي رهن إرادته ورغباته، وهي رغبات مضخمة لاحدود لاستمرارها في التضخم سوى مايرسمه الأهل بأوامرهم ونواهيهم. ‏
فالطفل يحتاج إلى روادع تحميه من الحرية اللامتناهية التي تولد لديه إحساساً بالوحدة أمام الخارجي وبضعف والديه وعدم قدرتهما على حمايته من لا محدودية هواجسه الداخلية ومن العوامل الخارجية، فليست كلمة «لا» «لا الناهية» مجرد كلمة سلبية، هي أيضاً حد يرسمه الأهل أمام ماينتاب الطفل من رغبات جارفة وأمام ماقد يلاقيه من أخطار خارجية. ‏ وافتقار الطفل إلى تحقيق رغباته، كل رغباته، لايعني أنه سيقاسي من نقص وحرمان سلبيين فالطفل يميز بين مايمنع عنه ظلماً وبين ماينهى عنه لأسباب أخرى لها علاقة وثيقة بسلامته أو بظروف أهله الموضوعية، وللأهل أن يميزوا بين الحاجات والرغبات عند طفلهم فعليهم تأمين الحاجات لأنهم مسؤولون عن تأمين عيشه وعن حمايته، ولهم أن يساعدوه على وعي رغباته وعلى التمييز بينها أي بين مايمكن تحقيقه وما يتعارض مع الواقع.
لقد أظهرت المحللة النفسانية الشهيرة «فرانسوا دولتو» أهمية أن يفهم الطفل حريته كدافع على التقدم وتحقيق الاستقلال الذاتي. وأن على الطفل أن يفهم الآخر بالقدر الذي لاتتنافى فيه حريته مع حرية الآخر، صغاراً كانوا أم كباراً، وأنه كذلك فرد مسؤول له رأيه وعليه أن يحترم رأي الآخرين، له أغراضه وأشياؤه يتصرف بها كما يريد، وللكبار أغراضهم وأشياؤهم التي لاحق له فيها، هذه الحدود التي ترسمها له كلمة راشدة وموجهة، تحميه من فقدان التوازن الفعلي والضروري للتوفيق بين رغباته وبين محدودية الواقع. ‏
فالعطف أو التسامح أو العطاء الذي يتوجه به الأهل إلى أطفالهم حاجة ضرورية وأساسية، ولكن غياب أي ردة فعل رادعة عندهم قد يدفع الطفل إلى الاعتقاد اعتقاداً راسخاً بأن تحقيق رغباته، كل رغباته شيء مبرر بمجرد أن يشعر بها، فيعتاد على تنفيذ رغباته بوساطة الأهل فور تعبيره عنها والأشياء التي يرغب فيها تفقد قيمتها بنظره، فما أن يحصل على لعبة مثلاً حتى يرميها جانباً محاولا الانتقال إلى رغبة جديدة يساوم عليها من خلال ممارسة لعبة أخرى، أليس هذا نوع من الابتزاز العاطفي؟ إضافة إلى الخضوع إلى رغبة الطفل بشكل أعمى وسريع ينطلق من اعتباره أنه غير جدير بالاحترام أي غير قادر على التصرف بشكل مسؤول، والإحساس بالمسؤولية يبدأ منذ الصغر. ‏
** ماهو وضع الطفل بالتحديد؟ ‏
الطفل حساس تجاه الكلام الذي يوجه إليه وحساس أيضاً إزاء طريقة معاملة الكبار له، فإن خوطب كما يخاطب الشخص الراشد، أي باتزان، رد بالمثل، وإن عومل معاملة الشخص الذي لا يعي شيئا، تحول إلى طفل مغناج دائم يفقد أي رغبة بالقيام بجهد لتخطي رغباته ونزواته. ‏
فاحترام الطفل هو احترام رغبته في اللعب وحاجته إليه وليس القبول برغبته في امتلاك كل الألعاب التي يراها أو التي تقع يده عليها، فإن حاز على كل الألعاب التي يطالب بها خسرت هذه الدمى قيمتها، وتحولت عملية المطالبة بلعبة جديدة إلى لعبة بحد ذاتها... إنها لعبة ابتزازية يتقنها الطفل اتقانا تاما ولكن خطورتها تكمن في كونها تحوله إلى طاغية صغير مستبد وإلى كتلة من الأنانية الجوفاء. ‏
ان يعتاد الطفل على رؤية الكبار يتسارعون إلى تلبية رغباته، تنمو لديه انانية تشكل خطرا على شخصيته ومحيطه الآني والمستقبلي، وهذا يمنعه من تعلم لذة مشاركة الآخرين بالمسؤولية،و كما يحرمه من لذة الاستمتاع ببساطة الأشياء والقدرة على خلق لعبة ترضيه وتغني خياله وتفتق طاقاته الابداعية.
فقد يتفاقم هذا الوضع إلى حد فقدان القدرة على الاحساس برغبة ما.. من هنا تأتي اهمية ان يستحق الولد ما يطالب به، ان الاستحقاق هو بذل الجهد اللازم للتوصل إلى ارضاء الرغبات، فمن لا يتاح له الاحساس بالعطش لا يتعرف على لذة الشرب، ومن لا يبذل جهدا للتوصل إلى قمة الجبل لا يعطي جمال المناظر المحيطة به حق قدرها. ‏
لولا افتقار الطفل إلى حضور امه كلما ابتعدت عنه، لما احتاج إلى نطق كلمة (ماما) يناديها بها، إنه يسترجعها بوساطة هذا الرمز اللغوي الذي يعوض عن خسارته لالتحامه بأمه. ‏ وهنا لا بد لنا لا بد من الحديث عن حالة الكآبة والحزن التي يلاحظها علماء النفس والمربون عند الطفل قبيل نطقه بكلماته الأولى، ويفسر الاختصاصيون كـ (إيديت جاكسون) و (ميلاني كلاين) وغيرهما ظاهرة تعلم الكلام كنتيجة لاجتهاد الطفل في تخطيه حالة القلق التي يخلقها غياب امه عنه. اما الأهل فيستشعرون هذه الحقيقة ولو بشكل غير واع ويبرز ذلك من خلال لعبة يمارسونها مع اطفالهم، وذلك منذ الأشهر الأولى بعد ولادته وهي لعبة رائجة في كثير من البلدان شرقية كانت أم غربية وتقوم على مبدأ الاختفاء عن ناظري الولد ولو للحظة ثم الظهور مجددا أمامه.. إن الأولاد كافة يتجهون لهذه اللعبة، فهي تمكنهم من فهم االختفاء والظهور من جديد بشكل العوبة لا تقلقهم، ويكون سرور الطفل لظهور وجه امه او وجه من يلاعبه مساويا لاستغرابه وقلقه من جراء غيابه عنه، فالنقص يولد الرغبة ويولد الفرح الحقيقي في تحقيقها. ‏
ويروي «فرويد»، أبو التحليل النفسي، كيف ان حفيده البالغ من العمر ستة أشهر ونصف، كانت له لعبة مفضلة، وهي عبارة عن بكرة خشبية يتدلى منها طرف خيط، فكان الطفل يرمي البكرة بعيدا عن سريره وهو مازال ممسكا بطرف الخيط صارخا ما معناه «بح» (أي غابت)، ثم يشد الخيط اليه فتظهر البكرة من جديد فيبهج له ويصرخ «هاهي». ‏
كل رغبة لاتُلبى فور مطالبة الطفل بتحقيقها، تصبح حافزا له على الخلق والإبداع ابتداء من اللعب وانتهاء بالابداع الفني والعلمي، دون ان يعني ذلك حرمان الطفل من تحقيق رغباته. فواجبنا هو تأمين احتياجاته كلها وحثه على العمل قدما وبذل المجهود الكافي لتحقيق رغباته بنفسه فيكون له أن يتعرف على رغباته الحقيقية وعلى استحقاق الفوز بها فلا نلصق به رغباتنا ولانحققها من خلاله. ‏
من هذا المنطلق نفهم قول المحللة النفسانية «فرانسوا دولتو»: «يجب ان نميز بين رغبات الاهل ورغبات الطفل من جهة، وبين حاجاته هو من جهة اخرى، فالولد يرفض طعاما تقدمه له أمه يعبر بذلك عن عدم حاجته الى الاكل.
والأم التي ترغم ولدها على الاكل حين لايكون جائعا انما تحاول ارضاء رغباتها هي. وقد يكون رفض الاطفال للأكل في بعض الاحيان نتيجة لإحساسهم برغبة الأم الشديدة الى مناولتهم الطعام، لو كان الاكل حاجة أساسية لديهم. ‏
وحين تساعد الأم ولدها على العيش في ثياب نظيفة ومحيط نظيف فهي تلبي حاجته الصحية الى النظافة. أما حين تمنعه عن اللعب أو عن الإتيان بأية حركة خوفا من اتساخ ثيابه فهي تلبي رغبتها بامتلاك ولد ألعوبة وتنسى انه كائن حي، وان الحركة واللعب بحرية من الحاجات الاساسية لديه». ‏
وتعود «دولتو» الى التمييز بين الرغبة والحاجة لدى الطفل فتقول بضرورة تحقيق حاجات الولد وبضرورة عدم تحقيق رغباته فور تعبيره عنها. ‏ «تختلف الرغبات عن الحاجات لكونها تستطيع ان تقال وان تحقق بطريقة رمزية وخيالية، بينما تكون الحاجات ضرورية للاستمرار في العيش وهي متعددة كالنظافة والدفء والاكل والشرب». ‏ وهي تنصح الاهل بعدم ارضاء رغبة اولادهم بل حثهم على التعبير والكلام عنها وعلى محاولة تحقيقها بانفسهم وتعطي امثلة كثيرة على ذلك: «انظروا الى ولد يرغب في ألعوبة لايمتلكها، طائرة صغيرة مثلا ترونه يخترع اي شيء. فأي غرض أو أي طرف من غرض موجود أمامه يتحول الى طائرته التي يرغب فيها. أما اذا حققت رغبته بشراء الطائرة فورا فذلك يحول دونه ودون خلق أي شيء، إذ يبدأ بكسر ألعوبته وبالمطالبة بطائرة اخرى لانه لم يعد قادرا على خلقها بنفسه. ‏
فالابداع والخلق اشكال تتخذها الرغبة لتحقيقها وتخطيها لذاتها في آن معا، أي في تطور الرغبة في الرغبة والترميز والابداع والخلق وغيرها». ‏
غير ان «دولتو» لا تقول بعدم تحقيق أية رغبة عند الطفل بل بضرورة الكلام مع الطفل عن هذه الرغبة وذلك بالدخول في تواصل معه حول رغبته وتحويل العالم أمامه الى عالم غني باللغة، عالم من الرموز والكلام والمفردات ومن الوعود باللذة. ‏
فالحديث مع الطفل عن رغبته في الحصول على قطعة حلوى أو على حبة «ملبس» يدعه ينفصل عن الرغبة بشكلها الآني، ويدخله في تواصل ممتع مع من يحيط به حول هذه الرغبة فيحلم بالحصول عليها لاحقا. ‏
أما اذا تحققت فورا فإنها تصبح مجرد حاجة جسدية لإرضاء جهازه الهضمي وتدفعه الى الانعزال شيئا فشيئا عن أهله فيصبحون مجرد وسيط أو وسيلة لتحقيق رغباته.. ‏
في نهاية التحليل وكي تستقيم الامور في مواجهة تخبطات الاساليب التربوية المسبقة الصنع لامناص من تجنيد مجموعة من الباحثين والمفكرين وفي مختلف اختصاصات العلوم الانسانية حتى يتأتى التشخيص شاملا للمشكلات والتعقيدات التي يعاني منها اطفالنا وشبابنا اليوم. أقول ذلك لأن هلا أمل مأمون في بناء استراتيجية تربوية نفسية اجتماعية مثمرة تعيد توظيف الطاقات المبعثرة لأجيالنا القادمة بما يخدم نهوض مجتمعنا العربي اذا لم تتم الاستعانة الجادة بالدراسات الفكرية والكشوفات العلمية المنبثقة عن واقعنا ومقتضياته الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية. ‏
بذلك نتمكن من تمهيد البيئة الآمنة للمربين والمرشدين النفسانيين والاجتماعيين للاطلاع بمهامهم وإقرار دورهم كمرشدين حقيقيين رسميين في مراكز الرعاية النفسية والاجتماعية وفي الروضات وفي المدارس والمعاهد والجامعات والجمعيات وغيرها من المؤسسات لتزويد المعلمين والمعلمات والاهالي بالاساليب التربوية الناجعة. هذه الاجراءات هي الكفيلة بتفعيل طاقات الاجيال الحاضرة والمستقبلية وتوجيهها نحو البناء والصحة النفسية الاجتماعية المنتجة. ‏